Exprimer mon avis

دور منظمات المجتمع المدني في مُجابهة وباء كورونا

19 March 2020

دور منظمات المجتمع المدني في مُجابهة وباء كورونا

يشهد الراهن التونسي وباء كورونا حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية وهو ما يستوجب تظافر الجهود وتوحيد القوى لتجاوز هذه الأزمة العالمية و تفادي سيناريوهات خطيرة وذلك بإستباق آثار هذا الوباء والحد من تداعياته على صحة المواطن و على المجتمع ككل عبر تشريك كل الأطراف خاصة منظمات المجتمع المدني .

وفي الوضع الراهن على الدولة تشريك منظمات المُجتمع المدني لأهمية دورها والذي يتمحور في هذا السياق العالمي و الوطني حول 3 أدوار رئيسية :

  •  دور توعوي تحسيسي
  •  دور ردعي ميداني
  • دور رقابي

 

الدور التوعوي التحسيسي :

في كل الأزمات يكون المواطن مندفع بإرادة تقديم يد المساعدة و التحرك الفوري في محاولة منه لأن يحقق ذاته و مواطنته . هذا ما يُعرض المواطنين رغم حسن نواياهم إلى الخطر وإلى المساهمة في تعكر الأوضاع وليس تحسنها . في هذا السياق تستحيل منظمات المجتمع المدني المؤطرة و الحاضنة لهذه الطاقات و الأفكار وذلك بالعمل على توجيهها بطريقة تتماشى مع متطلبات حل الأزمة وبالتنسيق مع سُلط الإشراف ضمن إطار قانوني واضح .

تعمل منظمات المُجتمع المدني على حشد هذه الطاقات وضخها في أعمال تطوعية يمكن أن تتجلى في عدة أوجه على الصعيد الوطني من فاعلين محليين مؤطرين من الجمعيات في كل منطقة يعملون بالتنسيق مع سُلط الإشراف :

  • توعية المواطنين حول خطورة هذا الوباء و طرق الوقاية منه
  • التحسيس بضرورة الإلتزام بمسافة الأمان في المرافق العمومية والخاصة وتجنب الإكتظاظ : هذا عبر توزيع المتطوعين أمام هذه المرافق للعمل على تطبيق التوصيات المُتبعة
  • توزيع المتطوعين لللإعانات تحت رقابة سُلط الإشراف
  • تمكن الفاعلين المحليين لكل منطقة من خصوصيات الوباء و الدراية بالمستجدات وذلك للتصدي للإشاعات على الصعيد المحلي وهو ما يساهم في تقليل حالة الهلع اللامبرر لدى المواطنين : تحسيس المواطن بأن الدولة تتابعه عن كثب وتُحكم سيطرتها على الوضع وهو ما يُعزز الإستقرار الإجتماعي كركيزة من ركائز إدارة الأزمات
  • تقديم الفاعلين المحليين لتقارير يومية إلى سُلط الإشراف حول الأنشطة اليومية و الوضع المحلي : تؤخذ هذه التقارير بعين الإعتبار وذلك ضمن إستراتيجية تنطلق من المحلي الى المركزي . تُساهم هذه الأخيرة في إستجابة أسرع للمشاكل الموجودة والوعي بها وإستباق مشاكل أخرى ممكنة
  • إدارة المعلومات بشكل دقيق و جعل منظومة التواصل أثناء الأزمات منظومة تُخاطب المواطن بشكل مُباشر عبر المتطوعين المحليين وإنطلاقا من السياق المحلي فكل أزمة هي أزمة معلومات وتواصل

 

الدور الردعي الميداني

منظمات المُجتمع المدني لها دور هام في التدخل الميداني في الأزمات وذلك من خلال تدعيم مؤسسات الدولة بالرصيد البشري الكافي والمؤهل للتدخل في ميادين مُختلفة :

  • تعزيز سيارات الإسعاف و الحماية المدنية بمتطوعي الهلال الأحمر التونسي والذي يُعتبر الجيش الثاني للحماية المدنية كما أن متطوعي الهلال الأحمر لهم من التدريب ما يكفي للتصرف في الأزمات والإغاثة والإسعاف و تسخيرهم للحوادث و الإصابات و غيرها ما يسمح للحماية االمدنية و”Samu” بتكريس وتركيز طاقة أكبر للإستجابة لحالات الإصابة بالكورونا
  • توفير الرصيد البشري الكافي من المتطوعين في مراكز الإستجابة الهاتفية ” الأرقام الخضراء ” الخاصة بالكورونا

 

 الدور الرقابي

  • تعمل منظمات المجتمع المدني في السياق المحلي والوطني على مُتابعة اليومي الإجتماعي في تفاصيله من خلال متطوعين وفاعلين محليين لكل منطقة يُسجلون الإخلالات والتجاوزات ويعملون على التبليغ عنها عبر وسائل عديدة : منظمة الدفاع عن المستهلك, صفحات على الفايسبوك تُنشأ في االغرض كخطوة أولى من الممكن أن تُجمع كل المعلومات في منصة رقمية في وقت لاحق : تُقدم من خلال هذه الوسائل مُخرجات المعاينة اليومية بالتنسيق مع سُلط الإشراف. إن الوعي الفوري بالتجاوزات والإخلالات يجعل من الحلول أسرع وأسهل و أنجع.
  • كل منطقة تستحيل منظومة رقابية وآلية تواصل و توعية و مصدر موثوق للمعلومة وذلك عبر الحضور القوي لمنظمات المجتمع االمدني والتي تستحيل الواصلة
  • بين المواطن والدولة

 

إن منظمات المجتمع المدني لا تدخر أي جهد في المساهمة في مُجابهة الأزمات ولكن على الدولة أن توفر لكل متطوع الحماية اللازمة لآداء عمله على أكمل وجه فالحماية الشخصية للمتطوعين وسلامتهم تأتي أولا.





Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article

Ingénieux 0 %
0%
Persuasif 0 %
0%
Drôle 0 %
0%
Informatif 0 %
0%
Inspirant 0 %
0%
Inutile 0 %
0%

Vous devez être connecté pour pouvoir évaluer cet article

Discussion

  Commentaires: 1

  1. تداعيات فيروس كورونا على المجتمع المدني – Jamaity says:

    […] من هنا وجب التّحرك وفتح أبواب التّضامن والتآزر الذي تدعَمُه مُنظمات ومُكونات المجتمع المدني والاكتفاء بالمُراقبة الجادّة لأنشطتها. وبدأت الحاجة إلى انخراط العديد من الجمعيات التَّنموية والتَّضامُنية في هذه المُبادرة وحُدِّدت أدوارها مُسبقا لتُباشر النقائص الموجودة، تقيِّمها، وتُعالجها بأفضل الطرق المُمكنة. فالمجتمعات لا تبحث عن جمعيات ومنظمات تتواجد فقط عند الرخاء والسِّلم الاجتماعي بل هي في حاجة ماسَّة لها لتتدخَّل سريعا عند الأزمات والمصائب. وتَكمُن إضافتها البَناءة حقا في أدوارها الثلاث الرئيسية: […]

Votre commentaire

Vous devez être connecté pour poster un commentaire.




Supporté par

Réseau Euromed Logo UE Logo