أعبّر عن رأيي

أحكيلي، منصّة للمساعدة النفسية المُوجهة في ظل أزمة كورونا

28 avril 2020

أحكيلي، منصّة للمساعدة النفسية المُوجهة في ظل أزمة كورونا

كثيرة هي الأزمات والكوارث التي ضربت العالم، ولكن ما نعيشه اليوم قد فاق كل التوقعات، ولم نعد قادرين على إحصاء جميع المخلفات المدمرة لانتشار وباء كورونا على المجتمع.

واتجهت الأنظار اليوم نحو مشكل جديد يبدو في ظاهره بسيطا، ولكنه لا يقل خطورة عن بقية التداعيات الإقتصادية والإجتماعية والصحية الأخرى وهو الانعكاسات النفسية والسلوكية للفرد جراء الحجر الصحي الإجباري.

 

وإزاء هذا الوضع، تم إطلاق مركز نداء في مجال الصحة النفسية « أحكيلي »، لطالبي الرعاية النفسية دون استثناء العمر أو الجنس أو الحالة الإجتماعية وبتسعيرة مناسبة (650 مليم للدقيقة الواحدة) طيلة أيام الأسبوع من منتصف النهار إلى حدود منتصف الليل.

 

الدور الرئيسي لمركز نداء « أحكيلي » في مجال الصحة النفسية:

يمكن لكل مواطن تونسي يحتاج لمتابعة نفسية، الاتصال بالرقم 81100300 وسيكون في استشارة مباشرة مع مجموعة من نشطاء في علم النّفس وأخصائيين وأطباء نفسانيين في مختلف الاختصاصات كعلم النفس السريري وعلم نفس المراهقة والطفولة والشغل للإنصات إلى مشاكله، مرافقته، توجيهه والإحاطة به على جميع الأصعدة الحياتية.

ويبدو أن لإجراءات الحجر المتبعة في العالم وفي بلادنا خاصة دورا أساسيا في السيطرة على تفشي الجائحة والحد من الإصابات والوفيات إلا أن انعكاساتها النفسية على الأفراد أصبحت قاتلة وفتاكة.

إذ تم تسجيل حالات من القلق والخوف الهستيري في صفوف العامة والفزع من إمكانية الإصابة بالعدوى وتطورت هذه الحالات إلى اكتئاب وضغط نفسي عميق واضطرابات إدراكية وسلوكية.

كما تسبب العزل في المنازل إلى الإحساس العميق لدى فئة من الشباب والمراهقين بسعي الدولة إلى الحدّ من حرياتهم الفردية وبالضجر والانغلاق وبالانعزال عن الأصدقاء والعائلة الموسعة وخاصة في ظل عدم قدرتهم على متابعة أنشطتهم ودراستهم.

زيادة لذلك تم تقديم الإعانة النفسية للنساء المُعنَّفات وإبلاغهن بمجموعة الحلول والمقترحات الممكنة قصد حمايتهن والإحاطة بهن وتوجيههن لإنقاذهن من هذا التعايش القسري اليومي مع الزوج.

 

نصائح نفسية لمواجهة الضّغط النفسيّ:

كما تطرقت مجموعة من الأخصائيات في علم النفس المُنتمين لمنصة « أحكيلي » على أثير الإذاعات الخاصة إلى عدة مواضيع ونماذج لبعض التَّشكِيات والإستفسارات وقَدَّمْن عدة حلول ونصائح يمكن إعتمادها. وأغلب هذه النصائح تتعلق ب :

  • كيفية السيطرة على نوبات القلق العنيفة التي تصيب المحجورين.
  • محاولة تخطي حالات الخوف من الموت ومن فقدان الأحبة والأصدقاء أو الخوف من عدم القدرة على التزود ببعض السلع الأساسية الحياتية (الموت جوعا) أمام نضوبها من الأسواق.
  • تقديم حلول في أساليب التعامل مع المشاكل الزوجية والخلافات داخل العائلات بهدف التقليل من تأثيراتها السلبية على المرأة وعلى الأطفال.
  • الربط بين الفراغ القاتل أو الوتيرة المُملّة للحياة اليومية بالإستهلاك المفرط للتبغ والمخدرات والكحول في ظل الحَجر الصحّي.
  • تبني أسلوب حياة صحي و الإستفادة من التَّقارب والدفء الأسري.
  • إيصال معلومة صحيحة ومُبسطة تراعي قدرة الطفل على الاستيعاب والفهم أمام الأسئلة التعجيزية التي يطرحها حول ماهية المرض.
  • مشاركة الأطفال في القيام بأنشطة ترفيهية وفكرية مع عدم التغافل عن مواصلة تلقيهم للدروس والتقييمات.
  • تحديد الطرق الكفيلة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة و كيفية استغلال أوقات فراغهم بالأسلوب الأمثل في ظل غياب المتابعة الطبية لهم في هذه الفترة.
  • تنظيم أوقات الفراغ واتباع روتين يومي مفصل لما يمكن أن تقوم به منذ الاستيقاظ إلى وقت النوم لمساعدة الأشخاص الذين يفشلون في التعاطي بشكل إيجابي مع مثل هذه الأزمات.
  • السيطرة على نوبات الإكتئاب والمشكلات النفسية المحتدمة وإعطاء الذات الإنسانية بعضا من الهدوء والسكينة لإدراك ما يدور حولها.
  • التخلص من الإحساس بالضيق، والحزن، واليأس، وانعدام الثقة في النفس وكل الأفكار السَّلبية التي تُسيطر على الإنسان والسّعي إلى التّحكم في الإنفعالات والسلوكيات والبحث عن طرق للترفيه والتسلية لتخفيف آثار الحجر الصحي.
  • نشر توصيات للصحة العقلية للأفراد والتشجيع على سياسة الحوار العقلاني المراعي لحالات الضغط النفسي.
  • كيفية إدارة الأزمات عند التعرض لضغوط نفسية حادة والنجاعة في اتخاذ القرارات السليمة والمناسبة.
  • تحديد مكامن الخلل على الصعيد النفسي ومحاولة معالجتها.
  • عدم الإذْعَان للإشاعات والمعلومات المَغلوطة عن انتشار المرض والتّقليل قدر الإمكان من مُتابعة الأخبار للتّيقُّن بأن الحياة مُستمرة وبأن ما نعيشه اليوم ضرفيٌّ وسوف نتخطاه سريعا.
  • مواجهة المخاوف الهَوَسِيَّة للمصابين بالوسواس القهري وتوضيح الأمور لهم لطمأنتهم وللحَدِّ من سلوكهم المرضي والخطير في بعض الأحيان وتركيز اهتماماتهم على أنشطة رياضية مُهدّئة للحالة المزاجية التي يعانون منها كاليوغا، والتنفس العميق، وتمارين التأمل…
  • ضرورة التماسك العائلي ومراعات حالة الصدمة التي يعيشها المصاب بخلل نفسي وتفهم سلوكه الغير عقلاني لمساعدته على الخروج من هذه الأزمة الصحية والتصدي للأفكار الدخيلة المباغتة التي لم يستعد لمواجهتها مسبقا.
  • مواجهة المتغيرات على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي بكل قوة ورباطة جأش كفقدان موطن الشغل، صعوبة التنقل، تراجع المداخيل…

 

وبهدف الحفاظ على صحّة الجميع تعهدت وزارة الصحة بِمَعِيَّةِ وزارة المرأة والطفولة وكبار السنّ أيضا بتخصيص ثلة من الأطباء والأخصائيين النفسانيين الأكفاء لتوفير الرعاية النفسية للمواطنين في المؤسسات الصحية العمومية، وتركيز مجموعة من الخطوط الهاتفية المجانية لتلقي جميع الاستفسارات المُحتملة وإحداث منصة الكترونية تفاعلية « فاميليا » بهدف تقديم النصح والإرشاد لفائدة الأطفال والأولياء وكبار السن في هذا الظرف الاستثنائي.

 

مع تيسير الحصول على خدمة المتابعة النفسية أصبح الأشخاص يمتلكون فكرة شاملة عن كيفية السيطرة على سلوكهم ومخاوفهم ويتطلعون أكثر بكل إيجابية لموعد عودتهم لحريّتهم المُطلقة والخروج سالمين من هذه المِحنة الغير مَسبوقة.

 





هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال

رائع جدّا 0 %
0%
مقنع 0 %
0%
طريف 0 %
0%
مفيد 0 %
0%
ملهم 0 %
0%
عديم الجدوى 0 %
0%

يجب أن تدخل على حسابك الشخصي لتقييم هذا المقال

كن أوّل من يكتب تعليقا

تعليقك

يجب أن تسجل دخولك لكتابة رأيك.




مدعوم من طرف

شعار شبكة أوروميد UE Logo