في سياق متجدد يعكس حيوية المجتمع المدني التونسي، كان الموعد يومي 17 و18 أفريل 2025 مع تجربة شبابية متميزة جمعت بين الشغف بالتعلّم وروح المبادرة:المبادرة، التي احتضنها المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي والنادي الثقافي علي البلهوان بتونس، جاءت تحت عنوان “التطوع كمنصة للتعلم والتطوير المهني – آفاق جديدة للشباب“، وأشرف على تنظيمها كل من رنيم المرابط ومهدي خذراوي، بتأطير من الدكتورة نعيمة بوعصيدة
ما ميّز هذه التجربة هو أنها لم تكتفِ بالجانب النظري، بل انطلقت إلى فضاءات تفاعلية مفتوحة أتاحت للمشاركين فرصة التعبير والتفكير والعمل الجماعي، من المداخلات حول رهانات العمل التطوعي في تونس والعالم إلى الورشات التطبيقية والتي عالجت مواضيع التمكين البيئي والمسرح التفاعلي والمهارات الحياتية وكان لكل لحظة في هذا البرنامج دور في تحفيز الحضور على استكشاف قدراتهم الكامنة وتحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة
ولإثراء النقاش وتعزيز البعد العملي، تخلل البرنامج لحظات إلهام من خلال قصص وتجارب شبابية ناجحة، إلى جانب عروض فنية ولقاءات مباشرة مع ممثلي جمعيات ومنظمات نشطة في المجال التطوعي، وغيرهم من الفاعلين الذين ساهموا في خلق شبكة تواصل حيّة جمعت بين الشباب وقيادات المجتمع المدني، وشجعت على التبادل والخبرات من بينهم:
(solidarité Laique،AEFP،Ifrikiya،IECD،Jamaity TuniBless)
تلك الأجواء الحماسية لم تكن مجرد عروض، بل رسائل حية تعبّر عن استعداد جيل جديد لأن يكون فاعلاً في محيطه، وصانعًا لحلول محلية بروح عالمية.
منصة جمعيتي، كفاعل رقمي مواكب للمجتمع المدني في تونس، لم تفوّت فرصة التفاعل مع هذا الحدث، مؤكدة من خلال مشاركتها التزامها بدعم المبادرات الشبابية التي تسهم في تعزيز قيم المشاركة والانتماء المدني، حضورها في هذه التظاهرة شكّل امتدادًا لرؤيتها في جعل التكنولوجيا أداة لربط الطاقات الجمعياتية وتيسير الوصول إلى فرص التعلم والعمل المشترك
ولعل أهم ما يمكن الخروج به من هذه التجربة هو أن التطوع لم يعد مجرد نشاط وقتي، بل تحوّل إلى مسار تعلم مستمر، ومساحة لاكتشاف الذات، ومختبر حقيقي للتجريب المهني والاجتماعي فهو استثمار في الإنسان، وفي قدرته على التأثير، والتغيير، والتجديد.
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال