الشباب التونسي بين الإدماج والإقصاء: قراءة في التحديات والفرص
نظّمت المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية يوم الأربعاء، 4 ديسمبر 2024، ندوة بعنوان “الشباب التونسي بين الإدماج والإقصاء: النفاذ إلى الحقوق والعلاقة بالقانون” حيث سعت هذه الندوة علي تسليط الضوء على تحديات الشباب في تونس، خاصة في الأحياء الشعبية مثل حي النور بصفاقس والكرم الغربي بتونس العاصمة و من خلال هذه الندوة، تم التباحث في سبل تعزيز إدماج الشباب في المجتمع التونسي مع التركيز على أبعاد الحقوق القانونية والاجتماعية
افتتحت السيدة فردوس بن سامي، مديرة المشروع الندوة بكلمة ترحيبية تناولت من خلالها أهمية رفع الوعي حول قضايا الشباب التونسي، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من الشباب لا يزال يواجه تحديات كبيرة في مسألة الإدماج كما سلطت الضوء على أن 30% من الشباب في الأحياء الشعبية يعانون من إقصاء اجتماعي مما يجعل هذه الندوة ذات أهمية بالغة
حيث قدم الدكتور سفيان جاب الله، بالتعاون مع باحثين آخرين، دراسة ميدانية حول الأسباب الاجتماعية والسياسية التي تعيق إدماج الشباب و أوضح التقرير أن 45% من الشباب في المناطق الفقيرة يعانون من نقص في الفرص التعليمية، ما يؤدي إلى إضعاف فرصهم في سوق العمل كما تم تناول التحديات القانونية التي تواجه هؤلاء الشباب حيث أشار الباحثون إلى أن 35% من الشباب لا يملكون إمكانية الوصول إلى الحقوق القانونية الأساسية كما ناقش السيد أمين حسني سبل تعزيز إدماج الشباب في المجتمع، وتم التركيز على أهمية التعليم والتدريب المهني، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 60% من الشباب في تونس لا يتلقون تدريبًا مهنيًا مناسبًا، ما يحد من قدرتهم على المنافسة في سوق العمل. تم التوصل إلى اتفاق حول أهمية تعزيز تمثيل الشباب في السياسة، إذ أن نسبة تمثيلهم في الهيئات التشريعية لا تتجاوز 5%، مما يعكس حاجة ملحة لتوسيع دورهم في صنع القرار.
واختتم اللقاء بعرض وثائقي يعكس التحديات اليومية التي يواجهها الشباب في الأحياء الشعبية، حيث أظهر الوثائقي المعاناة من الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي وأثار العرض نقاشًا عميقًا حول سبل تحسين الأوضاع المعيشية للشباب وخلص إلى ضرورة تفعيل المبادرات المجتمعية في هذه الأحياء، والتي قد تساعد في تحسين ظروف الشباب بنسبة قد تصل إلى 25%.
اختُتمت الندوة بمجموعة من التوصيات التي تناولت أبرز الحلول للمشاكل المطروحة، ومنها تعزيز الحوار بين الشباب ومؤسسات الدولة، وإنشاء مبادرات محلية تركز على تمكين الشباب في الأحياء المهمّشة عبر برامج تدريبية، مع هدف زيادة التأثير الإيجابي في هذه المناطق بنسبة 40%. كما تم التأكيد على ضرورة تحسين الوصول إلى الموارد التعليمية والتدريبية، وتوفير برامج تدريبية متخصصة تعزز من قدرة الشباب على دخول سوق العمل وتحقيق استقلالهم المالي
تعد هذه الندوة خطوة هامة نحو تعزيز الإدماج الاجتماعي والسياسي للشباب في تونس. من خلال العمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني، مؤسسات الدولة، والشباب أنفسهم، يمكن بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.
Organismes concernés
Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article