نظمت مؤسسة روزا لوكسينبورغ مكتب شمال إفريقيا يوم 14 ماي 2020 ندوة في شكل بث مباشر على صفحتها الرسمية على موقع فايسبوك وذلك لتسليط الضوء على أوضاع المهاجرين في دول شمال إفريقيا في ظل هذه الظروف الإستثنائية والمتمثلة في جائحة كورونا .
يشهد العالم حالة من الإضطراب نتيجة تفشي وباء كورونا والذي تغلغل في جل بلدان العالم مخلفًا عددَا هائلاَ من الإصابات والوفايات . هذا ما إستوجب ضرورة تقديم حلول عاجلة للمساهمة في الحد من تفشي هذه الجائحة . في هذا الإطار تعددت المُبادرات والمُقترحات للنهوض بالمجهودات الوطنية لتجاوز هذه الأزمة العالمية .هذا التكريس الكلي للطاقات و الإمكانيات خلق حالة من الإهمال والتجاهل تجاه مشاكل مُتراكمة ومُتفاقمة كالعنصرية والعنف المُسلط على المهاجرين وهو فحوى الندوة التي تمحورت حول أوضاع المهاجرين في دول شمال إفريقيا خاصة خلال هذا السياق العالمي المتوتر.
إجتمعت الآراء في الندوة على هشاشة وضع المهاجرين في شمال إفريقيا وعُمق أزمتهم بزيادة تردي الأوضاع السياسية الداخلية والإقتصادية لهذه الدول .
المغرب :
حاولت المغرب منذ تصنيف كوفيد 19 كوباء أن تستجيب بأسرع وأنجع طريقة ممكنة لهذا الخطرالداهم وذلك بإعلان حالة الطوارئ والحظر الصحي العام .عُلقت جل الإجراءات والتدابير الإدارية الخاصة بالمواطنين والمُهاجرين على حد سواء .هذا ما خلق صعوبات ملموسة إنعكست بشكل رئيسي على حياة المُهاجرين الذين هم في حاجة ماسة لتمديد إقاماتهم أو تسوية وضعياتهم القانونية . فضلا على ما سبق فإن أغلب المهاجرين أجبروا على ترك منازلهم لعدم قدرتهم على سداد الإيجار .
تشهد المغرب تسجيل تجاوزات خطيرة في حق المهاجرين :
- الإعتقال الجماعي للمهاجرين وفرزهم في مراكز الأمن للتثبت من وثائق إقاماتهم .
- تبرير إحتجاز المهاجرين بخرق الحجر الصحي العام
- عدم توفير أية وسائل وقائية وحرمانهم من خدمات صحية لائقة بمراكز الإحتجاز الجماعية .
- إستعمال الحجر الصحي العام كوسيلة ضغط على المُهاجرين وإحتجازهم .
تونس :
لا يختلف الوضع في تونس كثيرا عن المغرب فقد طُرد المهاجرون في تونس من منازلهم و هم يشهدون نفس درجة التهميش والإقصاء كسائر دول شمال إفريقيا في دول الربيع العربي .
سُجلت عديد الإخلالات قبل وخلال أزمة كورونا بالبلاد التونسية :
- توجيه المهاجرين إلى مراكز إيواء تفتقر لأبسط الإمكانيات : كمركز إيواء الوردية والذي يحتوي على دورتي مياه ل 16 شخصا.
- غياب المعلومات والتقارير حول هذه المراكز الغامضة.
- الإحتجاز الإجباري للمهاجرين في هذه المراكز في ظروف صحية سيئة جدا .
- برامج ترحيل متردية لا تخدم مصلحة المهاجر
- قام عدد من المهاجرين المحتجزين بالدخول في إضراب جوع كرد فعل على هذا التهميش بمركز إيواء الوردية لتتمثل إستجابة السلط في إرسال كمامات طبية .
الجزائر
تطرقت الندوة إلى أوضاع المهاجرين المتدهورة قبل وخلال الكورونا بالجزائر والتي تتجذر منذ موجة العنصرية التي شهدتها الدولة بين سنتي 2015-2017 بالتزامن مع الأزمة الإقتصادية الجزائرية .
يتميز الوضع في الجزائر بسرية وإقتظاب المعلومات حول المهاجرين بشكل عام وحول المراكز المعدة لإستقبالهم بشكل خاص .
إتسعت هوة الإخلالات و التجاوزات في حق المهاجرين إبان تفشي كورونا بالجزائر :
- تصاعد العنف المسلط على المهاجرين
- وضع لمهاجرين في مخيمات للاجئين صحراوية تشهد نقصا كبيرا في المواد الغذائية والماء و غياب الإحاطة الصحية بها
أختتمت الندوة بأسئلة وجهت للمتدخلين فكانت الإجابات مختلفة لكنها تصب في إتجاه واحد ,ففي تونس والمغرب و الجزائر وليبيا شكلت جائحة كورونا أرضية صلبة للضغط على المهاجرين و خرق حقوق الإنسان وهو ما عمق أزمة المهاجرين بدول شمال إفريقيا
Organismes concernés
Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article