تقديم الوثيقة :
تمثل هذه الورقة تأليفا وحوصلة لمخرجات مجموعات العمل في ورشة التفكير المنعقدة في اطار اطلاق منصة لنحكم WeGov في اطار المشروع الإقليمي لنحكم لمجموعة المتطوعين المدنيين GVC والتي انتظمت يوم الجمعة 15 ديسمبر 2017 بتونس العاصمة وضمت عدد من الشركاء والناشطين ومن الممارسين في مجال المواطنة والرقمية وإدارة المنصات
وتم تقسيم المشاركين الي 3 مجموعات يشرف علي كل منها ميسر ومقرر وذلك لإدارة الحوار وتحفيز النقاش حول المحاور المطروحة والقضايا الإشكالية وشملت :
- المحور الأول : المواطنة الرقمية والتأثير السياسي عبر الانترنات
- الميسرة : خولة بن منصور
- المقررة : رباب زعتور
- المحور الثاني : دعم القدرات والتمكين
- الميسر : محمود الكريمي
- المقرر : حسام الدين عياري
- المحور الثالث : التشبيك والتقاسم
- الميسرة : زينب ميدوني
- المقررة : هيفاء منصوري
الورشة الأولى : المواطنة الرقمية والتأثير السياسي
أهداف الورشة :
تهدف هذه الورشة الي النقاش والتداول حول عدد من القضايا والاشكالات والفرص المتعلقة بالمواطنة والمشاركة الرقمية.
- هل يمكن اليوم الحديث عن مواطنة رقمية؟ ماهي ملامحها؟ ماهي التطبيقات العملية لهذه المواطنة؟
- كيف يمكن أن تكون المشاركة الرقمية؟ كيف يمكن أن نتأكد من سلامتها؟ ماهي حدود المشاركة في علاقة بالحدود الوطنية التقليدية؟
- كيف يمكن المساهمة في صياغة السياسات وتنفيذها وتقييمها من خلال استغلال التكنولوجيا الحديثة؟
- ما هي الضمانات المتعلقة بسلامة عملية المشاركة؟ ماهي الظوابط التي تساعد على قياس مدى جودة تلك المشاركة؟
النقاش العام والحوصلة :
من المهم بداية التعرف على أهم أدوات المشاركة وتحديدها وهنا يطرح السؤال حول مجال النقاش والتفكير أي هل يتوقف على الانترنات أم ينسحب على كل مكونات التكنولوجيا كالهواتف وهنا تم التأكيد على أن المجال الرقمي يشمل كل تلك الأدوات كمواقع التواصل الاجتماعي كالفاسبوك واليوتيوب والتويتر وتطبيقات على الهاتف…
كما تم النقاش في البداية حول مفهوم المواطنة الرقمية حيث اعتبر المشاركون أنها مجال وممارسات وأدوات حديثة تعتمد على التكنولوجيا عموما والانترنات خصوصا لتوسيع مجال المشاركة وتطوير أساليبها ودعم أثرها على السياسات وتقابل المواطنة الرقمية المواطنة المادية والتي نعنى بها المواطنة الحركية على أرض الواقع كالمظاهرات، الأحداث، التصويت، دفع الضرائب.
وتم الإشارة هنا الي الحدود الرفيعة بين العالم الرقمي والعالم المادي حيث أن هناك تفاعل كبير وعلاقة تأثر وتأثير بين المشاركة المادية والمشاركة الرقمية
وبالرغم من غياب ملامح واضحة واطار دقيق ينظم المشاركة والرقمية الا أن هناك اهتمام متزايد بها بتزايد الاهتمام والاعتماد الشبه كلي على وسائل الاتصال الحديثة في كافة متعلقات الحياة وهو ما يدفع العديد من الناشطين والفاعلين والممولين الي اطلاق برامج وأنشطة تعتمد على الرقمي بهدف التجريب والاختبار من أجل خلق نماذج ناجحة وممارسات جيدة يمكن البناء عليها واتباعها.
ويمكن الإشارة هنا الي عدد من التجارب الناجحة خاصة حملات المناصرة والتوعية التي تم القيام بها عبر وسائل الاتصال الاجتماعي كالفايسبوك كحملة مقاطعة بعض المواد الاستهلاكية التي تعرف أسعارها ارتفاعا مشطا بسبب استغلال التجار وغياب الرقابة العمومية وهو ما أدى اثر تلك الحملة الي مقاطعة كبيرة لتلك المواد وانخفاض أسعارها
من جهة أخرى تناول المشاركون بعض التحديات والاخفاقات التي تعرفها المشاركة الرقمية كانتشار الاشاعات حملات التشويه والحملات المنظمة والحسابات الوهمية وانتشار الخطاب العنيف والعنصري وخطاب الكراهية وأكد المشاركون في الختام الي ضرورة تعميم التربية على وسائل الاعلام والمعلومة بهدف توعية الناس بأهمية المشاركة الرقمية من ناحية وسلامة تلك العملية من ناحية أخرى بالإضافة الي تثمين والترويج للتجارب الناجحة.
الورشة الثانية : التكوين ودعم القدرات في الفضاءات الرقمية
أهداف الورشة :
ما الذي يميز التكوين دعم القدرات رقميا عن مثيله التقليدي والكلاسيكي؟ هل لابد للتكوين من أن يكون حضوريا أو يمكن أن يكون عن بعد؟
- ماهي الذي يعكي أهمية للتكوين ودعم القدرات الرقمي وماهي الخصائص والمميزات التفاضلية له؟
- ما هي التحديات التي يعرفها التكوين في الفضاء الرقمي وماهي الإشكالات والحدود التي تجعل من التكوين التقليدي والحضوري ذات أهمية بالرغم من تعدد الوسائل والوسائط؟
- ماهي اهم الوسائل والوسائط المستعملة في التكوين ودعم القدرات الرقمي؟
النقاش العام والحوصلة:
يتميز التكوين ودعم القدرات التقليدي والحضوري بتوفير فرصة اكبر للمقاربات البيداغوجية التشاركية والتفاعلية بين المشاركين فيما بينهم وبين المشاركين والمدربين فمثلا اعتماد النقاشات في مجموعات ضيقة والعروض بالإضافة للأنشطة الحركية والمادية للأشخاص الذين لهم مميزات تعلمية حركية أو قائمة على التجربة المادية
كما ان بعض الإشكالات التقنية تمثل اليوم عائقا امام توسع وانتشار الاعتماد على التكوين ودعم القدرات رقميا ولعل من أهم هذه التحديات المشاكل التقنية المتعلقة بجودة الانترنات.
ضف الي هذه التحديات المشاكل المرتبطة بجودة المعلومات المتداولة ومدى صدقيتها بالإضافة الي جودة وصدقية الدورات التكوينية من جهة القائم بالعملية أولا ومن جهة المستفيد منها ومن جهة الضمانات التي تقدمها الأدوات والوسائط من جهة ثالثة
اعتبر المشاركون من ناحية أخرى أنه من الضروري تحقق مجموعة من الشروط لضمان نجاح عمليات التكوين ودعم القدرات في المجال الرقمي واهمها :
- توفير الضمانات والجودة اللوجستية الضرورية خاصة جودة الانترنات وجودة الأدوات
- استعداد توفر الوقت لدى المشاركين للحضور في أوقات أحيانا غير اعتيادية في التعلم كالتعلم ليلا أو في أيام الراحة خاصة أن الدورات والاجتماعات الإقليمية والدولية تضم غالبا مجموعات لها أوقات مختلفة كأن يكون شخص يشارك في الصباح الباكر واخر في دولة أخرى يشارك ليلا أو ظهرا
- ضمان جودة وصدقية التدريبات وبرامج التعليم ودعم القدرات من جهة غياب الغش وصحة المعلومات وقيام الأشخاص نفسهم بالتعلم واستفادتهم فعلا من التعلم
لذا اعتبر المشاركون أنه من التوصيات المهمة :
- أن يكون هناك فهم أكبر لاحتياجات وتخوفات وانتظارات المشاركين وذلك عبر اعتماد استمارات أو ورشات تفكير وحوار حول هذه الأدوات التكنولوجية في العملية التعلمية بصفة عامة
- القيام بدورات أو ورشات محددة ودقيقة وأن تكون في وقت قصير لضمان تلاؤمها مع فئات مختلفة في أماكن مختلفة وظروف مختلفة وقدرات تكنولوجية مختلفة
- تصميم أداوت عمل وتعلم سهلة ومبسطة تراعي الخصوصيات التكنولوجية والمسائل اللوجستية من جهة واختلاف القدرات التكنولوجية للمشاركين من ناحية أخرى
الورشة الثالثة : التشبيك وتقاسم التجارب
أهداف الورشة :
- الي أي حد يمكن أن ينسحب النجاح والاهتمام العام للتقاسم والتداول على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال الرسائل والتشات والدردشة على التقاسم والتشارك المهني في مجال المجتمع المدني ومجموعات الممارسة؟
- ماهي الدوافع التي تحرك عملية المشاركة الرقمية عبر تقاسم المعلومة والتشبيك؟
- ماهي طبيعة وأهمية الدور التي تلعبه المنصات التي يشرف عليها المجتمع المدني في خلق فضاءات تواصل مجتمعي جديدة وقدرتها على ربط جسر متين بين الفرد والمنظمات الغير حكومية بما يساهم في بناء ديناميكيات جديدة؟
- كيف يمكن أن يساهم تقاسم المعلومات عبر الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في فتح مساحات تشاركية جديدة بين الأفراد من ناحية؟
- أي دور للمنصات الإلكترونية الجمعياتية في توسيع فضاء العمل المدني وتشبيك العلاقات وبناء التحالفات من ناحية أخري؟
النقاش العام والحوصلة:
انطلقت الورشة بتحديد المفاهيم الأساسية موضوع النقاش :
- المنصة الإلكترونية:فضاء تفاعلي يوظف تقنيات الواب من أجل مشاركة المعرفة والمساعدة على تبادل الأفكار والآراء.
- وسائل التواصل الاجتماعي: منظومة من الشبكات الإلكترونيّة التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه عن طريق نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم غالبا الاهتمامات نفسها.
- التشبيك: تجميع عدد من الأفراد الذين يتقاسمون أهدافا مشتركة ويعملون على تحقيقها في فضاء واحد بحيث يخلقون مجالا للعمل والتنظّم أشبه بالشبكة.
- التقاسم: مشاركة المعلومة التي يتم من خلالها نقل المعرفة الصريحة أو الضمنية إلى الأفراد الآخرين.
على اثر وضع الاطار المفاهيمي للورشة تناول المشاركون بالنقاش العلاقة بين الفرد وشبكة الانترنات بما تقدّمه من خدمات في العموم وكيف يستعملها الفرد وخاصّة الشاب التونسي خاصة فيجزءهاالمعلوماتي ودوره الهام في حياة المشاركين وهو المنصّات الإلكترونية التفاعلية سواء منها التي يشرف عليها المجتمع المدني (على اعتبار أن كلّ المشاركين من نشطاء الحقل الجمعياتي) أو التي تديرها الجهات الحكومية باعتبارها منصّات موجّهة بالأساس للرّأي العام سواء من المواطن العادي أو المواطن الناشط بالمجتمع المدني.
وقد اتفق المشاركون على أن الناس يقضون وقتا طويلا على شبكة الانترنات وقد بين المشاركون أن المعدل مثلا في العينة المشاركة في الورشة هو 4 ساعات على أقل تقدير وتختلف الاستعمالات ما بين:
– التواصل الاجتماعي: المحادثات مع العائلة والأصدقاء إما عبر الرسائل الفورية أو من خلال محادثات بالصوت والصورة.
– الأنشطة التعليمية: فيما يتعلق بالزمن المنفق في الأنشطة التعليمية على الانترنات فينحصر في عمليات البحث عن معلومات أو استخدام منصات التعلم والتكوين.
– الترفيه: من خلال الألعاب الإلكترونية ومشاهدة مقاطع فيديو مضحكة والاستماع إلى الموسيقى
– متابعة الأخبار:يستخدم الأفراد اليوم وسائل التواصل الحديثة كمصدر للاطلاع على الأخبار إذ أصبحت تمثل المصدر الرئيسي للأخبار منتصرة بذلك على مصادر الإعلام التقليدي من صحف وتلفزيون…
– صناعة الرّأي العام:من خلال تبادل الآراء حول الأنشطة السياسية ومتابعة العمل المدني والحزبي.
إذن مع تعدد استعمالات الانترنات، ينشر الناس يوميا كمّا هائلا من المعطيات ويتشاركون معارف كثيرة ومختلفة
لكن في المقابل لهذه الإيجابيات والاستعمالات المفيدة والمتنوعة نجد عدد من المحاذير والمخاطر كنشر الناس وتقاسمهم لمعطيات شخصية مما قد يتسبب لهم دون وعي في انتهاك لحياتهم الشخصية وحرمة معطياتهم دون علم منهم أو وعي
كما أن الكمّ الهائل من المعطيات المتدفقة يوميا يحتّم على الفرد التمتع بالحصانة الفكرية اللازمة من أجل الفرز وعدم الوقوع في شرك الدّعايات الفكرية والثقافية المتطرفة (ذكر مثال استعمال داعش لوسائل الاتصال الحديثة من أجل مخاطبة وتجميع قواعدها في مختلف انحاء العالم)
من ناحية أخرى وفي علاقة بأحدى الأدوات المهمة في علمية التقاسم والتشبيك ومن منطلق أن جميع المشاركين هم نشطاء بالمجتمع المدني فإنهم تقريبا على إلمام بمختلف المنصّات التي تشرف عليها المنظمات الغير حكومية والتي تخدم مصلحة الشأن الجمعياتي في تونس.
يعتبر المتدخلون أنّ منصّات المجتمع المدني تتميّز بالخصائص التّالية:
- التعددية ّ والتنوع: حيث تقدّم كمّا هائلا من المعلومات المتنوّعة من حيث المواضيع والمصادر ممّا يتيح لهم فرصـة أكـبر للاطـلاع عـلى المعارف والمقارنـة بينهـا، واختيـار مـا يناسـبهم منهـا.
- النجاعة: ثبتت نجاعة المنصات الجمعياتية في سرعة نقل المعلومة وتعبئة الموارد البشرية للدفاع عن قضية ما من خلال الدّعوات التي تعلنها المنظمات و تتقاسمها مختلف مكونات النسيج الجمعياتي وقدرتها العالية على تجميع الشباب واستقطاب مجموعات عمل عند إطلاق مبادرة ما (كالحاجة إلى تشكيل فرق اغاثة أو إدارة أزمة ما -مبادرات تعزيز القراءة والكتابة-مبادرات العمل الخيري-مبادرات إعادة تشكيل الوعي المجتمعي)
- التركيز على الشـباب: حيث بــات الشــباب أكــثر قـدرةً عــلى الإطـلاع علـى المـواد التـي تلبي حاجاتهم حيث أن المنصّات هي أكثر الوسائل استعدادا لعـرض مسـائل ذات صلـة بالشـباب ومناقشـتها، مثـل فـرص العمـل والتعليـم والمنح… كما توفّر لهم هذه المنصّات واجهة معرفية متخصصة تساعدهم على التعرف على الكيانات المجتمعية الفاعلة في المجال الجمعياتي والإلمام بمختلف مشاريعها وخدماتها (تمّ هنا ذكر دور منصّة ‘جمعيتي’ في التعريف بالمبادرات الموجودة ومساعدتها على تطوير نفسها).
الا أن عدد من الصعوبات تعرفها هذه الأدواتلعل أهمها الصعوبات التقنية التي تواجههم في تعاملهم مع هذه المنصّات والتي قد تصل أحيانا إلى ضرورة متابعة دورات تكوينية مبسّطة في أساليب التعامل مع المنصّة بالإضافة الي اقتصار الجمعيات والمنظّمات على العمل في الفضاء الافتراضي وما قد ينجرّ عنه من عزلة عن الواقع وركّز المتدخلون من خلال إبراز دور منصّات المجتمع المدني على الاستشهاد بمنصّة جمعيتي التي تعتبر من أنجح منصّات المجتمع المدني التونسي حسب قولهم. فقد اعتبروها المصدر الأول الذي يمدّهم بآخر مستجدات الساحة الجمعياتية في تونس ويمثّل مصدر إلهام يحفّزهم على محاكاة مختلف المشاريع التي تنشر فيها. واعتبروا أنها نجحت نسبيا في مد جسور التعاون بين المكونات المجتمعية وتعزيز أساليب التواصل لتبادل الخبرات العملية وفي التنسيق بين المشاريع والمبادرات التي تحمل نفس الغايات والأهداف.
وانطلاقا من هذا المثال يشدّد المتدخلون على أن مشاركة المعرفة في ميدان العمل الجمعياتي هي عملية مهمة لدعم الإبداع لدى المنظمات والجمعيات.
في الختام اتفق المشاركون على عدد من التوصيات من أهمها
- ينبغي على هيئات المجتمع المدني ومؤسساته، استثمار الفضاءات التفاعلية في المنصات الإلكترونية، لتشجيع الشباب على المشاركة السياسية والمجتمعية.
- هناك عدد كبير من المنصّات التي تخدم المجتمع المدني و تسهّل طريقة تفاعله مع شركاءهلكنها غير معروفة لذلك يجب إحصاءها و جمعها في منصّة واحدة.
- من المفيد جدا إجراء دراسات مقارنة بين ما يوجد في تونس من منصات الكترونية ناجحة و مختلف دول العالم و استنساخها أو النسج على منوالها.
- تطوير أسلوب تحليل المعلومة في المنصّات
- محاولة تمكين حاملي الإعاقات من التعامل بسهولة مع المنصات الإلكترونية.
- توفير الدوائر الحكومية المعلومات المحينة و الصحيحة من أجل بناء ثقة بينها و بين جمهور المستخدمين للمنصات الحكومية يضمن مزيد تفاعلهم و مساهمتهم في إثراء محتوياتها.
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال