نشأ مشروع سوسيوردي من ملاحظة بسيطة: في وقت لا تزال فيه الفجوة الرقمية في تونس مهمة، ترمي الإدارات والشركات كمية كبيرة جدا من أجهزة الكمبيوتر. ففكّر فريق جمعية “الفكر الحر وطني”، الذي يتكوّن أساسا من أخصائيي كمبيوتر شباب، في إصلاح أجهزة الكمبيوتر التي فيها عطب صغير ومازال يمكن استخدامها، بهدف منحها للأشخاص الذين ليس لديهم الامكانيات لشراء جهاز كمبيوتر.
هذا المشروع بالأساس هو مشروع اقتصادي تضامني وتشاركي ويرمي الى النضال ضدّ الجهل المعلوماتي واتساع الهوة التقنية خاصة بين سكان العاصمة والدواخل والسواحل وضمان التساوي في الفرص عند الحديث عن الوصول للمعلومة والتكنولوجيات المعلوماتية.
وتنضاف الى الجانب المعرفي الناحية الايكولوجية القائمة على إعادة استغلال ورسكلة ما سبق استعماله للحد من نفايات التجهيزات الالكترونية بما يضفي على المشروع بعدا بيئيا.
طبعا بعد اصلاح هذه الحواسيب المعطلة يقوم أعضاء الجمعية بتوزيعها مجانا على منظمات الادماج الاجتماعي من جمعيات ونوادي ومراكز ذوي الاحتياجات الخصوصية أو توزيعها أيضا على الاشخاص المحرومين والعاطلين عن العمل والطلبة المحتاجين والأطفال فاقدي السند.
وإضافة الى انشطته التضامنية يحرص فريق سوسيوردي على تنظيم تظاهرات تهدف الى تبسيط الوصول للمعلومات ونشر المعارف التقنية لدى كافة الفئات والشرائح كما يشارك الفريق دائما في الندوات الوطنية لتبادل الخبرات مع باقي الفاعلين في المجتمع المدني.
ويجتمع دائما في فضاءات جمعية الفكر الحر تونسي مكونون وخبراء لتقديم دورات تكوينية في المعلوماتية ودروس الإعلامية ويجتمعون أيضا في ورشات خلق وبرمجة العاب الفيديو التي تخصص أساسا للأطفال والشباب.
في الختام يمكن القول أن تقدم المجتمع يكمن أساسا في خلق مثل هذه المبادرات الهادفة الى إيجاد حلول لمشاكل مجتمعية قائمة على الابداع انطلاقا من الإمكانيات المتوفرة والمتاحة.
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال