في العادة لا يتم استعمال الدراجات الهوائية إلا بشكل محدود في تونس، وهو استعمال على سبيل الترفيه وليس بغاية التنقل عمومًا وذلك مقارنة باستعمال السيارات، على خلاف عديد البلدان ومنها هولندا التي ينتشر فيها استعمال الدراجات حيث يتجاوز عددها مجموع سكانها.ومن أجل تشجيع استعمال الدراجات الهوائية في تونس، تكونت جمعية “ثورة الدراجات”، التي تعتبر “الدراجة هي الحل لمشاكل التنقل لدى التونسي”، وأطلقت للغرض مجموعة من التظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي لمواكب سير جماعي باستعمال الدراجات من أجل تحسيس المواطنين وتشجيعهم.وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تعرف فيه العاصمة تونس ومدنها الكبرى اكتظاظًا مع ارتفاع استعمال السيارات الفردية، خاصة في ظل تدهور قطاع النقل العمومي الجماعي، حتى باتت السيارة من ضروريات العائلة التونسية في تنقلها.
ليلة 7 جويلية 2017 كانت مميزة ففي قلب الحبيب بورقيبة اختفت السيارات ووقف المارة على الأرصفة واجتاحت الدراجات بالمئات شوارع العاصمة. الانطلاق كان من باب بحر والطريق كان قرابة ال 15 كلم مرورا بباب جديد والقصبة وباب سويقة و باب سعدون وصولا الى باردو ثم العودة من باب العسل و ساحة باستور و لا فيات الى الحبيب بورقيبة. وكانت الخطة من وراء عبور هذه الأحياء الممتلئة بالسكان كانت تحسيس أكبر عدد من الأشخاص وترغيبهم في استعمال الدراجات.أيضا المشاركون كانوا من مختلف الأعمار وبحضور نسائي بارز ومنهم محبو الدراجات ونوادي الدراجات الهوائية ومحترفو ركوبها على غرار مجموعة محترفين جاءوا خصيصا من نابل على متن دراجاتهم.
وتعتبر جمعية ثورة الدراجات أن هذه المبادرة ستساهم في ضمان الاستقلال من التبعية الطاقية خاصة بالنظر للكلفة الطاقية لاستعمال السيارات في تونس بالنظر لعجزها الطاقي وارتفاع قيمة الدعم الحكومي للمحروقات.كما تؤكد أن مسار ادخال الدراجات كثقافة في المجتمع التونسي لا يزال طويلاً ويتطلب تحسيسًا للمواطنين وكذلك حثًا لأجهزة الدولة للانخراط في هذا المجهود وتشجيعه.
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال