أٌّختتمت منذ أسبوع تقريبا الدورة السادسة من مهرجان ‘عيد الرعاة’ بسمامة الذي دارت فعالياته من 18 ماي الى حدود 21 ماي 2017. و تعود فكرة هذه المناسبة الثقافية إلى الناشط و الكاتب عدنان الهلالي أصيل ريف سبيطلة الذي كرّس مجهوداته منذ ستة سنوات الى خلق أنشطة تنطلق من عمق الحياة الريفية في دواخل .الجمهورية لتكون فسحة ثقافية ترفيهية للمهمشين المسقطين من برامج الثقافة الرسمية
وعيد الرعاة هو مهرجان ثقافي سنوي فريد من نوعه ينظمه المركز الثقافي الجبلي بقرية الوساعية التابعة لمدينة سبيطلة واحدى الجمعيات البيئية الوليدة منذ سنة 2012،و يهدف الى إيجاد تقاليد سياحية بديلة في المناطق الريفية الواقعة عند سفوح الجبال . كما يعتبر المهرجان أول تظاهرة من نوعها في العالم العربي تحتفي برعاة تونس وتصالح بينهم وبين الموروث الثقافي والحضاري.
هذا المهرجان الذي اتخذ من سفوح الجبل مكانا له كان مميزا هذه السنة فقد جعل من سمامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية و جمع الكثير من الفنانين من 15 دولة من العالم منهم الهندي الأحمر ‘ويريكوتا’ و كاترينا الهولندية عاشقة ايقاعات التيبت و الهيمالايا و عازف التانغو فتى الاوروغواي كرستيان رويزو عازف الناي الاسباني توتي و الايطالي جياني بيتشي الذي سيكون أحد نجوم مهرجان الجم للموسيقى السمفونية هذه السنة و الشاعر الارجنتيني ادوارد سيفوري و ضيوف كثيرون من الجزائر على غرار إبراهيم القصاصبي أصيل جبال الأوراس و فرقة جفرا الفلسطينية و غجر من كاتالونيا مبدعون من فرنسا و غينيا الاستوائية و البرازيل و المكسيك و الكونغو و كوبا و كولومبيا و الارجنتين و هولاندا و العديد العديد ممّن رقصوا و غنّوا على سفوح الجبال.
تلك الجبال التي كانت أول حاضنة لفرقة الفلاقة التي تأسست في جبل سمامة (عام 1954 ) كانت و لا تزال وفيّة للمقاومة ، فرغم أنها بدت محرّمة لوهلة ما بسبب القنابل و الألغام و تموقع الإرهابيين داخلها بما حولها إلى منطقة عسكرية مغلقة إلّا أنها لفظت كلّ محاولات التخريب الظلامية و تزيّنت بلوحاتها الفلكلورية الريفية الجبلية الجميلة.
أيام المهرجان التي أتاحت الفرصة لسكان أرياف الوساعية و خمودة و زلفان و مختلف الارياف المجاورة لحضور سهرات الشعر و الغناء و الرقص أتاحت لهم أيضا فرصة عرض منتوجاتهم التقليدية و بيعها و التعريف بمختلف الأطباق و الملابس و التراث الشعبي الذي تتميز به الجهة و أكثر من كلّ هذا أعادت لهم الأمل بأن تلك الأرياف المقصية الميتة حركيا المميتة لأهلها ثقافيا قادرة على أن تتحوّل بمجهودات بسيطة إلى عواصم عالمية للابداع .
Organismes concernés
Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article