نظّم المركز الدولي للعدالة الانتقالية يوم السبت 20 ماي 2017 بنزل البلفيدير بالعاصمة ندوة فكرية تحت عنوان : الشباب التونسي :بين العدالة و المساءلة في فترة الدكتاتورية بحضور ثلّة من الشباب الممثّلين عن منظّمات المجتمع المدني على غرار منظّمة “شباب قادر” و”نحن الشباب” و حملة “مانيش مسامح”. إضافة الى فيرجيني لاديش مديرة برنامج الشباب والأطفال بالمركز الدولي للعدالة الانتقالية و روبن كرنزا مدير برنامج جبر الضرر بالمركز و الأستاذ المحامي شرف الدين القليل
حيث تمّ خلال الندوة مناقشة مشروع قانون المصالحة الذي أصبح في الآونة الأخيرة من أبرز ملفات قضايا الفساد التي يطرحها واقعنا الاجتماعي اليوم ،إذ بيّنت سلوى القنطري مديرة مكتب المركز في تونس في كلمتها الافتتاحية مدى خطورة مشروع هذا القانون و عدم دستوريته و انتهاكه لحقوق الانسان و عدم احترامه لكرامة المواطن و تهديده بنسف مسارة العدالة الانتقالية متيحا بذلك أمام كبار رجال الاعمال الفاسدين فرصة التملّص من المساءلة و العقاب و جبر الضرر
كما كان للأستاذ شرف الدين القليل مداخلة بعنوان “المساءلة عن الفساد في اطار العدالة الانتقالية” قام خلالها بتقديم شرح و تحليل للحثيات السوسيوسياسية و الاقتصادية لواقع التحركات الاحتجاجية الاجتماعية المطلبيّة منذ ثورة 14 جانفي الى حدّ اليوم ،مؤكّدا على أنّ مشروع قانون المصالحة يعدّ انتهاكا صارخا للقانون و تعدّيا على حرمة الدستور . كما قامت فيرجيني لاديش أثناء مداخلتها حول “دور الشباب في متابعة العدالة الانتقالية و المصالحة” باستعراض لأهمّ التجارب الواقعة في عدة بلدان في العالم مثل الكندا و كينيا و الساحل العاج أين يتمّ فيها التركيز على التنشئة السياسية للأطفال عبر تدعيم قدراتهم في ممارسة الفعل السياسي و اكسابهم لمقوّمات ثقافة المشاركة الفاعلة تحقيقا لمفهوم المواطن الإيجابي القادر على إحداث التغيير في محيطه الاجتماعي
و في السياق نفسه ،قام روبن كرنزا بإلقاء مداخلة تطرّق فيها لأمثلة لأهمّ التجارب العالمية حول التحرّكات الشبابية ضدّ فساد أنظمتهم السياسة و ما ارتكبته من جرائم اقتصادية في حقّ مواطنيها .حيث أشاد كرنزا بكيفية تجديد الشباب لأشكال و طرق تعبيراته السياسية التي ساهمت في تطوير فلسفة منطق اشتغال فعله السياسي ليخرج بذلك عن أطر التنظم الكلاسيكي الحزبي و انفتاحه على آليات ممارستية جديدة مستشهدا بالتحرّكات التي قامت بها حملة مانيش مسامح كخير مثال عن التحركات الشبابية الواعية و المسؤولة الواقعة في العالم اليوم
كما تنوّعت آراء و مواقف الشباب الحاضر و اختلفت حول مدى فاعلية الدور الذي يلعبه الشباب في إنجاح مسار العدالة الانتقالية في تونس لكنهم كانوا متفقين بالاجماع حول وجود رابطة تواصلية جديدة تربط الشباب بالفاعل السياسي و يتفاعلون من خلالها مع مجريات الاحداث السياسية بطرقهم الخاصّة
ما من شكّ بأن مشروع قانون المصالحة التي تعمل السلطة الحاكمة اليوم على تمريره و طي صفحة الماضي و غلق ملفات الفساد يعدّ دعوة صريحة للتصالح مع النظام النوفمبري وانقلابا على ثورة البرويطة ،وهو يفسّر تصاعد وتيرة و نسق الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بإسقاطه بهدف القطع مع النظام السابق وتكريس نظام ديمقراطي
الجهات المعنيّة
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال