مباشرة في اليوم الموالي لحفل توزيع جوائز” جمعيتي اواردز” عكف فريق جمعيتي على التعريف بمختلف المشاريع والجمعيات التي تمت تسميتها والتي فازت. و قد منحت خلال هذه المسابقة خمسة آلاف دينار لأفضل المشاريع التي تم اختيارها في خمس مجالات هي : البيئة، التعبئة الاجتماعية، الإدماج الاقتصادي وخلق فرص العمل،الثقافة و الحوكمة المحلية.
فبعد أن ترشح لهذه الجائزة ما يتجاوز التسعين مشروعا، قام الفريق- استنادا إلى شبكة اختيار داخلي- بعملية فرز أولي تم على اثرها تسمية خمسة عشر جمعية وزيارتهم ميدانيا و قد ثم تلا هذه السلسلة من الزيارات تحرير وإرسال تقارير إلى لجنة تحكيم مستقلة تتكون من خبراء في المجتمع المدني. هذا و قد تم الإعلان عن الخمس جمعيات الفائزة يوم الحفل و عليه فقد فازت جمعية ‘ صوت الطفل بالمنستير ‘عن فئة الإدماج الاقتصادي وخلق فرص العمل،وعادت جائزة الحوكمة المحلية إلى جمعية قابس الفاعلة. كما تحصلت جمعية صيانة واحة شنني على جائزة البيئة، وجمعية جربة أنسوليت على جائزة الثقافة. أما جائزة التعبئة الاجتماعية فقد كانت من نصيب جمعية المرأة والمواطنة بالكاف. ونستعرض في ما يلي الخمسة عشر جمعية التي تمت تسميتها حسب فئة النشاط.
1/ فئة البيئة
جمعية تونس للرسكلة:
أنجزت هذه الجمعية مشروعا بعنوان ” التحسيس و الفرز المنزلي” . ويهدف هذا المشروع إلى وضع الخطوات الأولى لممارسة فرز الفضلات المنزلية فأطلقت في البداية حملة نظافة قامت على شعار ‘ الحد وإعادة الاستعمال و الرسكلة ‘ و تزامنت مع حملة توعوية تحسيسية شملت 18 مدرسة. فيما بعد أنشأت الجمعية منصة إلكترونية تمكن كل مشترك من الانخراط في البرنامج و في مرحلة ثالثة أصبحت شاحنة الفضلات التي خصصتها الجمعية قادرة على تحديد المنازل التي يقوم أصحابها بالفرز والمرور بهم لجمع الأكياس ثم بالتعاون مع شركات الرسكلة ترسل هذه الفضلات لتتم إعادة تحويلها.منذ انطلاق المشروع إلى اليوم توصلت الجهود المبذولة إلى الحصول على 1400 عائلة تقوم بالفرز المنتظم و رسكلة 6 أطنان من الفضلات شهريا.
جمعية حماية البيئة بحمام الغزاز
تحت عنوان ” المركز الاخضر للتدريب ” أطلقت هذه الجمعية مشروعها منذ سنة 2014 وهو مشروع يهدف إلى تكوين الفتيات و النساء الريفيات في تقنيات الخياطة باستعمال فضلات الأقمشة. تعود الفكرة إلى خصوصية المنطقة حيث ترتفع نسبة النساء العاطلات عن العمل كما توجد بكثرة معامل النسيج مما دفع الجمعية إلى إبرام عقود شراكة مع خمس مصانع و إطلاق المشروع.
اما اليوم فقد كفّت المصانع الموجودة بالمنطقة عن إلقاء فضلاتها في بحيرة حمام الغزاز وأصبح ما يعادل ال50 كغ من الفضلات يُجمع و يتم تحويله شهريا . اضافة الى أن المشروع أمّن 20 موطن شغل للنساء المنطق ةو تكوين 76 امرأة أخرى.
جمعية حماية واحات شنني
يتمثل مشروع هذه الجمعية في إعادة تهيئة منطقة راس الواد . هذا الموقع كما يدل اسمه هو عبارة عن ملتقى للعديد من الأودية والمجاري المائية (221 منبع ) التي أمنت ريّ واحات قابس على امتداد التاريخ.فنظرا للتصحر الناجم عن الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة اختفت المصادر المائية مما تسبب في القضاء على التنوع البيئي و اتلاف الأراضي الفلاحية الخصبة.
وانطلاقا من هذه الوضعية الكارثية تكونت ديناميكية للتعبئة و توعية السكان و تم على إثرها إطلاق مشروع التهيئة.
نجحت الجمعية في تجنيد الأهالي والقيام بحملات توعية داخل المدارس وحملات نظافة في المنطقة و حفر بعض المجاري المائية.و قد أصبح اليوم المكان مهيأ بالكامل و يستقبل سنويا 12 ألف سائح كما أن رأس الواد أصبح أرضا خصبة تنبت فيها الأشجار المثمرة والنباتات الطبية. اضافة الى ذلك ما يزيد عن 137 فلاحا يتمتعون بعائدات الاستثمار الفلاحي بالمنطقة .
2/ فئة الثقافة
جمعية جربة أنسوليت
بدأت فكرة مشروع ‘صنعتي’ الذي أنجزته الجمعية من منطلق أن الحرف التقليدية والحرفيين قد بدأوا بالتلاشي تدريجيا من المشهد الجربي وأن جل الحرف تمارس من قبل كبار السن . وتمثلت الفكرة الرئيسية في غرس ثقافة ريادة الأعمال الحرة لدى الشباب وتدريبهم على هذه المهن من خلال جلب مدرب محترف من منطقة جربة لتعليمهم ‘صنعة اليدين’ المتوارثة عن الأجداد.
وبعدما شرع الشبان ( 18 شاباً) في صنع منتوجهم الخاص، تم تنظيم عديد اللقاءات معهم للتعريف بهم وإشراكهم في عديد المعارض.
الجامعة التونسية لنوادي السينما
قام مشروع الجمعية على إنجاز النسخة الرابعة من مهرجان الفيلم القصير بقابس و كان الهدف الأساسي من المشروع دعم نادي السينما بقابس من أجل إنشاء مهرجان سينمائي يضفي حركية على المنطقة وتعزيز قيمة الفيلم التونسي القصير على الصعيدين الوطني والدولي، و تسهيل النفاذ إلى السينما في كل المناطق .من ناحية أخرى ساهم المهرجاًن في إكساب نادي قابس الاستقلالية الذاتية مما مكن الفريق من التفكير في العمل على النسخة القادمة بصفة مستقلة ايضا. و قد لقي المهرجان نجاحا كبيرا. اذ تمت دعوة 58 سينمائيا مقابل 12 في العام السابق و تطور ايضا عدد المشاركين ليبلغ بين 70-100 بينما كان 50 في السنة الماضية.من ناحية أخرى ، شهدت هذه الدورة أيضا حضوراً إعلاميا مكثفا و إرتفع عدد المنخرطين في نادي السينما بقابس ليبلغ 3 أضعاف ما كان عليه بعد المهرجان .
جمعية نحن نحب سوسة
من خلال مشروعها ،بعد الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شهدته مدينة سوسة ، أرادت الجمعية الرد على هذه الممارسة بالفعل الثقافي وأرست دعائم مشروع `بوابة البحر ` و هو عبارة عن بمهرجان متعدد العروض في جميع أنحاء المدينة مع مجانية النفاذ لكامل الأنشطة. تم في الأثناء تنظيم جلسات ثقافية حوارية تجمع شبابا من مختلف الجنسيات : مصرية، تونسية و أخرى بريطانية حول موضوع “الثقافة والتطرف في الفضاءات العامة” مع أنشطة مسرحية، ومعارض، وعروض أفلام وحفلات موسيقية .
في العموم ، حضر ما بين 3000 و 5000 متفرج لمشاهدة فيلم`ب100 راجل` وعرض `طاحت ولقيناها ` والفرق الموسيقية المفتوحة للجميع ببحر بوجعفر.في النهاية، كانت الأنشطة ناجحة للغاية، وجمعية نحن نحب سوسة تتطلع إلى إعادة التجربة من جديد كل سنة
3/ فئة الحوكمة المحلية
ترشحت لجائزة الحوكمة المحلية الجمعيات التالية :
جمعية ارسلان
قادت هذه الجمعية مشروعا بعنوان ‘ شباب ! حرّر نفسك ‘ و تتمثل تفاصيله في توعية الشباب و تحسيسه بضرورة المشاركة في الحياة السياسية و الانتخابات. و تمّ تنظيم 12 يوما مفتوحا شارك فيه أعضاء من مختلف الأحزاب والشبان ساهموا جميعا في طرح رآهم و معارفهم. في المحصّلة تم تحسيس 5 آلاف شاب حول مسألة المشاركة والإدماج في الحياة السياسية و تم تكوين 380 شاب منهم 150 رجلا و 230 امرأة حول ملامح التنمية المحلية و طرق المشاركة و القيادة و الدعاية.
جمعية مراحل
تحت عنوان ‘ المتابعة الجماعية لبرامج ومشاريع الاستثمار العمومي ‘ أطلقت الجمعية هذا المشروع.
إذ أن أزمة الثقة التي ما انفكت تتعاظم بين السلطة و الشعب خاصة في المناطق الداخلية نتيجة فشل جهاز الدولة في الاستجابة لانتظارات المواطنين في التنمية المحلية و العدالة الاجتماعية دفعت الجمعية للبحث عن حلول من خلال إنشاء منصة إلكترونية تشاركية « swip.tn » . و بذلك أصبح مواطنو الجهة قادرين على متابعة تفاصيل المشاريع الاستثمارية العمومية على غرار الميزانية المرصودة و مراحل تطور المشروع والشركاء …
جمعية قابس اكسيون
يهدف مشروع الجمعية إلى دعم دور المجتمع المدني في المجالس المحلية و الجهوية بقابس. فمن منطلق أن الحوكمة المحلية القائمة على التشريك الفاعل للمجتمع المدني و للشباب أصبحت تعتبر اليوم أحد المحاور الهامة في تنمية تونس الجديدة فكرت هذه الجمعية في إرساء دعائم هذا المفهوم و مبادئه و وضع ميكانيزماته على أرض الواقع تحضيرا للانتخابات البلدية. و تمّ للغرض تنظيم العديد من الملتقيات و الورشات التي مكنت الجمعيات و السلط المحلية من الالتقاء وتحديد ميثاق عمل يدعم حضور الشباب و المرأة و المجتمع المدني في المجالس الجهوية و المحلية .قامت الجمعية بإصدار مدونة الجمعيات المتواجدة بولاية قابس و دراسة عن المشاريع العمومية لمخطط سنة 2016.
4/ فئة الإدماج الاقتصادي وخلق فرص العمل
جمعية صوت الطفل بالمنستير
هذه الجمعية هي صاحبة المشروع الذي يهدف لتحسين الظروف المعيشية للأسر ذات العائل الوحيد و التي تعيش حالة من عدم الاستقرار خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمهات العازبات أو الشابات اللواتي غادرن السجن و معاناة نبذ العائلة والمجتمع لهن
بالإضافة إلى غياب برامج الرعاية الفعالة من قبل السلطات العامة.
من هذا المنطلق وعبر أنشطتها المختلفة ، تسعى الجمعية لرعاية الأطفال حديثي الولادة خارج إطار الزواج مسترشدةً في ذلك بشركائها الاجتماعيين. و تفاصيل هذا المشروع تتمثل في توفير مرافقة فردية نفسية-اجتماعية ، مع الدعم الصحي والمهني لهؤلاء النسوة و تشريكهن في حلقات تدريب.يمكن القول إذن أن جمعية صوت الطفل بالمنستير تنقذ الأرواح من خلال الإدماج الاقتصادي
الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا والسيدا
يهدف مشروع الجمعية إلى إعادة إدماج متعاطي المخدرات اجتماعيا ومهنيا فتم فتح 4 مراكز رعاية (مراكز الدعم من أجل الوقاية) للحد من مخاطر الإدمان في الملاسين، نابل، قفصة والقصرين.حيث ينظم فريق المراكز أنشطة متنوعة
ويرتكز المشروع على منهج حماية اجتماعية شاملة مع مرافقة صحية واجتماعية وقانونية ونفسية واقتصادية، شملت أيضا أسر المستفيدين.
جمعية ‘حقنا ‘ بمدنين
قامت بمشروع ‘ لنحمي موروثنا الحرفي ‘ الذي هدف إلى تعزيز القدرات التنظيمية والتقنية ووسائل المناصرة والمساءلة الاجتماعية لدى الفاعلين في المجتمع المدني من الذين تتركز أنشطتهم في ولايات سيدي بوزيد، قفصة ومدنين طبعا من أجل مساندة التنمية الاقتصادية المحلية. و هذا المشروع يسعى أيضا إلى تعزيز قيمة الموروث المدنيني من خلال منهج اقتصادي واجتماعي يعيد إلى ‘ القصور ‘ بهجتها.فالقصور اليوم تعاني الإهمال رغم جودة الإنتاج الحرفي اليدوي.. وللحد من هذه الظاهرة ورد الاعتبار للمنتجات المحلية، تم إنشاء سوق أسبوعية تضم 45 امرأة حرفية مساهماً بذلك في توفير مورد رزقٍ لهن ومنع تهميش الحرف اليدوية التقليدية.
5/ فئة التعبئة الاجتماعية
جمعية المرأة والمواطنة بالكاف
يسمى المشروع الذي أشرفت عليه هذه الجمعية ‘المواطنون الفاعلون ‘ . إذ انطلاقا من واقع الشباب في الكاف باعتباره لا يشارك في الحياة السياسية اضافة الى كونه يحس بالاقصاء بعد تخليه عن الدراسة وعدم إيجاد شغل قار بحثت الجمعية عن حلول تدمج من خلالها شباب الأحياء المعدومة في مسار اتخاذ القرار المحلي و تحاول مساعدة البعض منهم ليصبحوا قادة التغيير الفعلي في المدينة.و قد تم إنجاز الكثير من الأنشطة بدءا من مجلة محلية بعنوان ‘سيكا ماغ’ تهدف إلى تسليط الضوء على المبادرات التي يقوم بها الأهالي.وبالتوازي مع ذلك قامت الجمعية باختيار خمسة أحياء شعبية للمشاركة في ورشة تفكير حول كيفية استغلال الفضاء العام.
جمعية II Debate
يسمى مشروع هذه الجمعية ‘ كافي تولك- مقهى الأحاديث’ و قد تم إطلاقه في فيفري 2016 في 16 جهة مختلفة. و الهدف من هذا المشروع هو خلق إطار ملائم للشباب يمكّنهم من التحاور و تبادل الافكار من اجل اقتراح حلول لمشاكل المجموعة المحلية.
تمّ تنفيذ سلسلة المحاورات من خلال تنظيم نقاشات مفتوحة في المقاهي تساهم في الحد من نسبة العنف في المؤسسات العمومية و متابعة الشبان ذوي الآراء الراديكالية من قبل مختصين. اجمالا تم تنظيم 174 كافي تولك وتجنيد 1700 شاب منهم 40 بالمائة التحقوا بالمجتمع المدني.
جمعية ابتسامة للجميع :
يسمّى المشروع الذي عملت عليه هذه الجمعية” عربة Ecol’eau”
اذ ان عددا كبيرا من تلامذة منطقة سجنان بنزرت يقضون ساعات بأكملها لقطع مسافة الوصول الى المدرسة اضافة الى ما يتعرضون اليه من مخاطر عندما تسوء الأحوال الجوية. هذا المسار الطويل الذي يقطعه الصغار محملين بمحفظاتهم الثقيلة يؤثر على صحتهم الجسدية وعلى نتائجهم المدرسية مما رفع نسبة الانقطاع المدرسي.من جهة أخرى أيضا يعاني جلّ سكان هذه المنطقة من صعوبة الحصول على الماء الصالح للشراب.وأمام هذه المشاكل وفرت هذه الجمعية عربة تؤمن نقل التلاميذ إلى المدارس وتزويد اسرهم بالماء.و قد مكنت هذه الوسيلة التلاميذ المنقطعين من العودة الى مقاعد الدراسة و تحسنت نتائجهم ايضا كما ان العائلات المنتفعة عبرت ايضا عن استحسانها للفكرة وأصبح الأهالي يساهمون في الاعتناء بصحة و طعام الحيوان الذي يجرّ العربة. اضافة الى ذلك ايضا طالب المتساكنون في قرى معزولة اخرى بنفس بعربة مماثلة .
( هذا المقال صادر بالشراكة مع الجريدة المدنية (ملحق جريدة الشعب *
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال