جمعية قابس اكسيون : الحكم المحلي مفتاح التنمية الجهوية
فازت هذه الجمعية بجائزة الحوكمة المحلية. ويعود تاريخ تأسيسها إلى مبادرة تقدم بها مجموعة من الشبان اصيلي قابس ممن يقطنون داخل حدود الوطن أو في فرنسا و كان يؤرقهم هاجس التنمية في الجهة.
كان الهدف من وراء إنشاء الجمعية إذا إرساء مقومات التنمية و المواطنة و حقوق الإنسان و الحكم المحلي بالولاية و في الجمهورية عموما.ومنذ إنشائها انطلقت الجمعية في العمل الفعلي على ارض الواقع من خلال العديد من المشاريع التحسيسية و التربوية و الثقافية من مسرح وسينما.فيما بعد اتجه المنحى العام للجمعية للتركيز على مشاريع دعم المجتمع المدني و التحاور بين الفاعلين في مختلف الأطر ( الحوكمة المحلية – الشباب – التطرف …)
اما فيما يخص المشروع الذي شاركت به الجمعية فهو ينضوي تحت هدف دعم دور المجتمع المدني في المجالس المحلية و الجهوية بقابس و ذلك تماشيا مع الاتجاه العام للدولة الذي يعتبر الحوكمة المحلية من أهم ركائز تنمية الجهات خاصة بعد تدعيم هذا المحور في الدستور التونسي و تحضيرا للانتخابات البلدية القادمة.
ومواصلة لإرساء دعائم هذا المفهوم و مبادئه على أرض الواقع نظمت الجمعية العديد من الملتقيات و الورشات التي مكنت باقي الجمعيات و السلط المحلية من الالتقاء وتحديد ميثاق عمل يدعم حضور الشباب و المرأة و المجتمع المدني في المجالس الجهوية كما .قامت الجمعية بإصدار مدونة تحتوي على معطيات حول الجمعيات المتواجدة بولاية قابس و دراسة عن المشاريع العمومية لمخطط سنة 2016.
جمعية جربة انسوليت : معا من أجل حفظ الذاكرة والتراث في جربة
أحرزت جمعية جربة انسوليت جائزة الثقافة . و منذ انطلاقتها كان هدف الجمعية و محور اهتمامها تثمين و تسويق تراث مدينة جربة. لذلك نظمت العديد من الفعاليات العامة على غرار المهرجانات التي تضمنت عروضا و صورا و افلام وثائقية عن تراث المدينة اضافة الى عقد ندوات حوارية تطرق فيها المشاركون إلى المواضيع الثقافية وارتباطها أيضا بالهاجس البيئي مما دفعهم الى القيام بحملات تحسيسية و حملات نظافة دعما للسياحة في هذه الجزيرة.
.اما فيما يخص المشروع الذي شاركت به الجمعية في المسابقة فكان عنوانه ‘صنعتي
وتعود الفكرة اساسا الى الحالة المتدهورة التي وصل اليها مجال الحرف اليدوية حيث أن الحرف التقليدية والحرفيين قد بدأوا بالتلاشي تدريجيا من المشهد الجربي كما جل الحرف تمارس من قبل كبار السن مقابل عزوف كبير للشباب.
لذلك سعى أعضاء المشروع إلى غرس ثقافة التجديد في الأعمال الحرة و بعث المشاريع لدى الشباب من خلال تدريبهم على هذه المهن من قبل مدرب محترف. إذن اجمالا استفاد 18 شاباً من هذه الفكرة و أطلقوا مشاريعهم الخاصة و رافقتهم الجمعية في كامل مراحل هذه المشاريع من خلال تنظيم عديد اللقاءات معهم للتعريف بهم وإشراكهم في عديد المعارض. كما ابدى هؤلاء الشبان حرفية كبيرة و شرعوا في نقل معارفهم للمنخرطين الجدد في هذا التمشّي.
جمعية المرأة والمواطنة بالكاف : أهالي الكاف في صلب عملية أخذ القرار المحلي
تمكنت جمعية المرأة والمواطنة بالكاف من الفوز بجائزة التعبئة الاجتماعية و هذه الجمعية تعتبر من أهم الفاعلين المدافعين عن حقوق المرأة وحريتها وكرامتها لتقرر ايضا الدفاع عن حقوق المواطنين بصفة عامة فمنذ 2011 تشتغل على تطوير وضعية المرأة والفئات الشبابية فنظمت في الغرض العديد من الورشات ووضعت خطّة عمل فعلية تقوم على تعبئة وحشد الطاقات الشابة.
و فيما يخص المرأة فتحت الجمعية مركز استماع لضحايا العنف كما حرصت على متابعة حالات هؤلاء النساء و التكفل بهنّ في كافة مراحل رفع الشكاية و تكوين لجنة دفاع ومحام … إلى حدود الرعاية الاجتماعية أيضا.
أما المشروع الذي أشرفت عليه هذه الجمعية وشاركت به في المسابقة فعنوانه ‘المواطنون الفاعلون ‘ . إذ انطلاقا من واقع الشباب في الكاف باعتباره لا يشارك في الحياة السياسية اضافة الى كونه يحس بالاقصاء بعد تخليه عن الدراسة وعدم إيجاد شغل قار بحثت الجمعية عن حلول تدمج من خلالها شباب الأحياء المعدومة في مسار اتخاذ القرار المحلي و تحاول مساعدة البعض منهم ليصبحوا قادة التغيير الفعلي في المدينة.و قد تم إنجاز الكثير من الأنشطة بدءا بالمجلة المحلية بعنوان ‘سيكا ماغ’ و هي مجلة بعثها ويشرف عليها من حيث المحتوى و الدعاية شباب من ولاية الكاف و تهدف أساسا إلى تسليط الضوء على المبادرات التي يقوم بها الأهالي. اضافة الى انها تمثل فضاء لكشف المشاكل التي تعيشها المنطقة. وبالتوازي مع ذلك قامت الجمعية باختيار خمسة أحياء شعبية للمشاركة في ورشة تفكير حول كيفية استغلال الفضاء العام ليخرج كلّ حي بفكرة مشروع .. و نظرا لجودة المشاريع و كثافتها تم الاحتكام للبلدية من اجل اختيار مشروع فائز تمّ في ما بعد تمويله و التخطيط لتحقيقه على أرض الواقع.
جمعية صيانة واحة شننٍي : ‘رأس الواد تتنفس من جديد ‘
لقد فازت ‘جمعية صيانة واحة شننٍي’ بجائزة البيئة في مسابقة جمعيتي أووردز. و جاءت فكرة هذا المشروع كنتيجة لتنصيب المجمع الكيميائي بقابس الذي يهدد النظام الإيكولوجي بالمنطقة. من هذا المنطلق، وأخذاً بعين الاعتبار لمساحة الواحات المقدرة ب 165.000 هكتار، قرر مجموعة من سكان شنني تكوين الجمعية التي تمثل نشاطها الأول في تنظيم ندوة لإدراج واحة المنطقة في الموروث العالمي.
و تعمل الجمعية على صيانة الواحات عامة وعلى ترشيد استهلاك المياه خاصة وذلك من خلال تقنيات الحفاظ عليه، وتفعيل أساليب الري العصرية، مع تسهيل النفاذ إلى الواحة والمحافظة على قيمتها السياحية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد ساهمت الجمعية في تعزيز الخبرات في هذا المجال لاعبةً بذلك دوراً فعالاً ليس فقط على الصعيد المحلي وإنما على الصعيد الإقليمي وتحديدا المغرب العربي.
وتختص الجمعية في معالجة عديد القضايا البيئية الأخرى مثل إعادة رسكلة نفايات واحة النخيل، وتعزيز الادماج الاقتصادي في مجال العمل بالواحات، مع تنمية قدرات الفلاحين لتطوير الإنتاج، وتقوية الطبقة المائية للأرض تزامناً مع إعادة تأهيل الواحات المهددة والحوكمة الرشيدة المتعلقة بالموارد الطبيعية والأمن الغذائي.كما ساهمت الجمعية في إنشاء شبكة جمعياتية بالجنوب التونسي لصيانة الواحات والنهوض بها، إذ ساعدت على تنمية قدرات 151 جمعية ومكنتهم بذلك من تبادل الخبرات.
أما المشروع الذي تقدمت به في المسابقة فكان ‘ إعادة تأهيل منطقة رأس الوادي ‘. هذه المنطقة كما يشير اسمها كانت تعتبر مصدر أغلب الينابيع المائية بشننٍي إذ تحتوي على 221 عين ماء أمنت سقاية الواحات على مر العصور.
ونظرا إلى التصحر الذي شهدته المنطقة بسبب الأنشطة المصنعية في قابس، فإن هذه المصادر المائية قد اختفت مخلفة أضرارا فادحة على الصعيد البيولوجي ودمرت الأراضي الزراعية .
من هنا كانت الإشارات إلى الخطر القائم و تم حشد السكان المحليين ومن ثم إطلاق المشروع، وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية قد نجحت في تجنيد الأهالي من أجل أعمال التنظيف وتنصيب قنوات الراي وحتى توعية الأطفال بالمدارس.
و لا يخفى على المّار من راس الواد اليوم أن يلاحظ النقلة النوعية التي حصلت فهذه المنطقة أصبحت تعتبر منطقة سياحية بامتياز و تستقبل 12000 سائح سنويا ليتمتعوا بخصوبتها ونعومة هواء أشجارها الصحية و يكتشف أن رأس الوادي قد تنفست من جديد باعثة الفرح في قلوب 137 فلاحا يعيشون من عائداتها حاليا.
جمعية صوت الطفل بالمنستير : تنقذ الأرواح و تفتح آفاقا جديدة
فازت هذه الجمعية بجائزة ‘الإدماج الاقتصادي وخلق فرص العمل‘ في مسابقة جمعيتي اواردز.
و صوت الطفل بالمنستير هي جمعية ذات بعد اجتماعي وإنساني تدعم الأطفال المحتاجين والذين هم في وضعيات صعبة.
تتمثل نشاطاتها الرئيسية في الاعتناء بالأطفال المتخلى عنهم، وتوفير وسائل الترفيه للأطفال في المستشفيات، وتوفير السكن للأطفال المقيمين في المستشفيات، إضافة إلى إجراء دروس في المواطنة في المؤسسات التعليمية.
أما مشروعها الذي شاركت به فيهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأسر ذات العائل الوحيد و التي تعيش حالة من عدم الاستقرار خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمهات العازبات أو الشابات اللواتي غادرن السجن و معاناة نبذ العائلة والمجتمع لهن بالإضافة إلى غياب برامج الرعاية الفعالة من قبل السلطات العامة.
فالمؤسسات العمومية لا تقدم سوى خدمات جزئية وغير متكاملة و ليست قادرة على احتواء مثل هذه الحالات خاصة في ظل تفاقم الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتدهور إبان الثورة.
إن الحديث عن أمهات عازبات أو السجينات السابقات و النساء المستقيلات من مهن الدعارة لا يزال يطرح تلك النظرة الاجتماعية القاسية التي تخلف عندهن شعورا بالاحباط و الانهيار و غياب مصدر رزق مما يجعلهن يبحثن عن حاضنة, وهو الدور الذي لعبته الجمعية عبر أنشطتها المختلفة ، إذ تسعى لرعاية الأطفال حديثي الولادة خارج إطار الزواج و توفير مرافقة فردية نفسية-اجتماعية ، مع الدعم الصحي والمهني لهؤلاء النسوة و تشريكهن في حلقات تدريب ليتمكن من تعلّم حرفة و الانطلاق في كسب قوتهن.
و فتحت لهذا الغرض مركز إحاطة و تكوين يحتوي على 7 ورشات تدريبية ( صنع الحلويات- التنظيف و الغسيل – البستنة – الخياطة – مساعدة كبار السن – التطريز..) استقبلت فيه 270 امرأة و كونت 55 منهن من انتصبن لحسابهن الخاص فيما بعد.
ان انجازات هذه الجمعية تتجاوز الأرقام إلى عمق التغييرات النفسية التي أحدثتها فقد خلقت حياة جديدة لهؤلاء النسوة وأعادت اليهن الثقة في النفس.
( هذا المقال صادر بالشراكة مع الجريدة المدنية (ملحق جريدة الشعب *
هكذا قيّم مستعملون آخرون المقال