تنتظم أيّام 14،13 و15 ماي الجاري فعاليات مهرجان تونس العالمي للفنّ النسوي في دورته الثانية، وذلك بتنظيم من جمعية “شوف أقليّات” بفضاء ماد آرت بقرطاج
“شوفتوهنّ”، شعار المهرجان وعنوانه، جاء نتيجة تساءل ثلّة من النساء حول كيفية الولوج إلى الثقافة والفنّ في ظلّ الوضع الحالي للبلاد. ومن رحم هذا التأمّل، ولدت فكرة تمكين النساء المبدعات في تونس وخارجها من مساحة في المكان والزمان حيث يستطعن تبليغ أصواتهنّ ومشاركة إبداعاتهنّ.
تقول بشرى التريكي، عضو لجنة تنظيم المهرجان، في تصريح ل”جمعيتي” إنّ إدارة “شوفتوهنّ” تلقّت أكثر من 100 ترشّح من 32 جنسية مختلفة للمشاركة في المهرجان في شتّى الأصناف الفنية المبرمجة ، مؤكّدة أنّ الدورة الثانية تحمل في جعبتها العديد من التطورات مقارنة بسابقتها. حيث يمتدّ “شوفتوهنّ 2” على ثلاثة أيام في حين كان بيوم واحد في دورته الأولى. وكذلك الشأن بالنسبة للاتصال والإعلام حول المهرجان، إذ أنّ العاملين على “شوفتوهنّ” قاموا هذا العام بتكثيف الجهود اتّصاليا لتأمين بلوغ المعلومة إلى أكبر عدد ممكن من المبدعات المهتمّات بالترشّح أو مريدي الثقافة والفنون المهتمّين بالحضور والمشاركة.
وتجيب بشرى على سؤال “جمعيتي” حول راهنية تنظيم مهرجان نسوي اليوم في تونس ب”علاش لا؟”، مبيّنة أنّ مهرجانا مماثلا يستمدّ راهنيته من ضرورة فسح مجال أكبر للنساء المبدعات ومنحهنّ مساحة أوسع لعرض إبداعاتهنّ وتبيلغ أصواتهنّ. وأضافت بأنّ لجنة تنظيم المهرجان قد تلقّت عديد الترشحات للتطوّع بغرض السّهر على حسن سير المهرجان وضمان نجاحه.
ويأتي “شوفتوهنّ” في دورته الثانية لمواصلة تذليل العقبات أمام الفنانات التونسيات والأجنبيات على غرار “العنصرية والدّين والنظام الأبوي، والنخبوية، والتقاليد، والتعليم والطّبقية…” وفق بيان للجمعية المنظّمة “شوف أقليات” على صفحة الحدث بموقع الفايسبوك
ويعدّ هذا المهرجان الأوّل من نوعه في تونس والمنطقة. وسيقام على امتداد الأيام الثلاث من عمره معرض للوحات فنية مختلفة وعروض في صنوف فنية مختلفة داخل المنافسة وخارجها. كما سينظّم بالتّوازي مع ذلك عدد من المؤتمرات وورشات العمل والحفلات المسائية
وتجمع المنافسة ستّ فئات فنية أساسية هي الفن التشكيلي والسينما والتصوير الفوتوغرافي والموسيقى وفنون الرّكح والفنون البصرية. حيث ستمنح لجنة التحكيم جائزة عن كلّ فئة إلى إحدى المبدعات المتنافسات، فيما سيقرّر تصويت الجمهور إلى من تؤول الجائزة السابعة الشاملة
وكانت دورة المهرجان الأولى العام الماضي قد انتظمت حول مقولة زياد رحباني:”بعد 5 دقائق من ولادتك ، سيقرّرون إسمك ، جنسيتك ، دينك وطائفتك … وستقضي طول حياتك تقاتل وتدافع بغباء عن أشياء لم تخترها.” في حين ستكون مقولة هذه الدورة “نساء كثيرات جدّا في عدد كبير من البلدان يتحدّثن نفس اللّغة: الصّمت” لأناسويا سينغوبتا
يعرّف “شوفتوهنّ” نفسه على أنّه “مهرجان فنّي قبل كلّ شيء” ولكنّه أيضا ضرب من النّشاط الحقوقي النسوي. هو إذن صرخة نسوية تهتف “أنا هنا” في وجه القوى التّي تحاول إخماد شعلة التحرّر والثورة في كلّ إمرأة توّاقة للإنعتاق، فهل من مجيب؟
Actions associatives concernées
Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article