مثّلت التربية على حقوق الإنسان موضوع ورشة دوليّة نظّمها المعهد العربي لحقوق الإنسان يومي 21 و22 مارس الجاري بمشاركة خبراء وممثلين عن هيئات محلية ودولية في مجال حقوق الإنسان. وذلك بالشراكة مع عدّة منظّمات أممية وإقليمية على غرار المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان واليونسكو و”جمعيتي”.
وقد شهدت الورشة في يومي انتظامها مشاركة خبراء من النّمسا وألمانيا والسّنغال وجنوب إفريقيا والولايات المتّحدة الأمريكية وفرنسا وكندا والأردن ولبنان والمغرب ومصر والسّودان وفلسطين وتونس. حيث تمّ تقديم أوراق بحثية وتقييم أساليب التربية على حقوق الإنسان في دول مختلفة وتبادل الآراء والتجارب قصد التعرّف على الأدوات والمنهجيات المبتكرة في المجال وبغاية الخروج برؤية تشاركية لمنهجية وأدوات ملائمة وفعّالة للتربية على حقوق الإنسان في المنطقة العربية.
الورشة التي حملت عنوان “التربية على حقوق الإنسان: تحدّيات راهنة وأساليب مبتكرة” تهدف إلى وضع رؤية وبرنامج عمل لتمكين الأطراف المعنية بالتربية على حقوق الإنسان في المنطقة العربية من الاستجابة بفعالية لتحدّيات الواقع المتغيّر وتأمين الانتقال السّلمي نحو مجتمع الديمقراطية وحقوق الإنسان. من أجل ذلك تمّ تحديد ثلاثة محاور هي أوّلا: التربية على حقوق الإنسان في سياقات تاريخية متغيّرة، وثانيا السياق المفاهيمي للتربية على حقوق الإنسان، وثالثا منهجيات وأدوات التربية على حقوق الإنسان في السياقات الجديدة.
وانطلقت الورشة في يومها الأوّل بكلمات افتتاحية لكلّ من المعهد العربي لحقوق الإنسان وثلّة من شركائه تمحورت حول إنجازات وآفاق التربية على حقوق الإنسان. ثمّ انطلقت الجلسة الأولى حول التحديات التي تواجه التربية على حقوق الإنسان بعرض ورقات عمل متعلّقة بالتربية على حقوق الإنسان في ظلّ النزاعات والحروب وفي مواجهة الإرهاب والتشدّد وفي علاقة بأنماط الاستبعاد والإقصاء والتمييز. أمّا الجلسة الثانية التي تمحورت حول السياق المفاهيمي للتربية على حقوق الإنسان فقد قدّمت فيها ورقات عمل من بينها سياسات الهوية وقضايا المواطنة ومهارات الحياة.
وقد انقسم المشاركون في الورشة في اليوم الثّاني إلى مجموعات عمل أربع هي: التربية على حقوق الإنسان في ظلّ النزاعات والحروب، والتربية على حقوق الإنسان في مواجهة أنماط الاستبعاد والإقصاء والتمييز، والتربية على حقوق الإنسان في مواجهة الإرهاب والتشدّد والتربية على حقوق الإنسان: إنتاج المعرفة وبناء القدرات.
اهتمّت المجموعة الأولى بتقديم رؤى حول منهجيات التربية على حقوق الإنسان الضرورية في مناطق النّزاع، من حيث أهدافها ووالفئات المستفيدة والأطراف المتدخّلة والأدوات الملائمة. إضافة إلى التحديات والمخاطر التي قد تواجه الفاعلين في هذا المجال.
في حين انشغلت المجموعة الثانية بمناقشة دور التربية على حقوق الإنسان في مواجهة التهميش والاستبعاد الاجتماعي، وذلك من خلال منهجيات تمكين الفئات الفقيرة والمهمّشة واستراتيجيات بناء قدرات الفاعلين في المجالات التنموية.
وقد عالجت المجموعة الثالثة إحدى أهمّ الإشكاليات التي تواجه المنطقة والعالم وهي الإرهاب والتطرّف. وذلك من حيث تأثيراتها على منظومة حقوق الإنسان والتي لا تتعلّق فقط بجرائم الإرهاب بل أيضا بآليات مواجهته.
أمّا المجموعة الرّابعة فقد عنيت بتطوير تصوّرات عملية من أجل تفعيل دور التربية على حقوق الإنسان في مجال إنتاج المعرفة وبناء قدرات الناشطين والناشطات.
وتلى عمل المجموعات عرض لنتائج الورشات والتوصيات التي خرجت بها، قبل أن تنتظم ورشة ختامية بعنوان “نحو رؤية لمأسسة واستدامة التربية على حقوق الإنسان: تفعيل إعلان مرّاكش“.
هذه الورشة الدولية التي نظمّها المعهد العربي لحقوق الإنسان تتنزّل في إطار سعي المعهد إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية ونشرهما، ولا ريب أنّ نجاحها في جمع خبراء محلّيين ودوليين للنقاش والتبادل حول موضوع التربية على حقوق الإنسان ستتبعه تحرّكات عملية على الأرض في ظلّ واقع عربي ودوليّ تمتهن فيه إنسانية الإنسان.
يمكنكم الاطّلاع على أكثر تفاصيل حول الورشة عبر:
–متابعة التغطية التّي قامت بها “جمعيتي” على تويتر
-قراءة بعض ورقات العمل المقدّمة خلال الجلسات:
*التربية على حقوق الإنسان: إنتاج المعرفة وبناء القدرات
*البرنامج العالمي للتربية على حقوق الإنسان وأهداف الألفية
*التربية على حقوق الإنسان في سياق عالمي متغيّر
Organismes concernés
Voila ce que les autres utilisateurs ont pensé de cet article
[…] المصدر : جمعيتي […]